السعوديه وانصار الله

"السعودية وانصار الله"

مهما حدث من تقارب مستقبلي بين السعودية وانصار الله فإن هذا التقارب لن يرقى ليصبح تحالفا أو تنسيقا أو لاتفاقا على قضايا الداخل اليمني أو الخارج الاقليمي، ولان السعودية تدرك هذا جيداً لذا فقد قامت بمغامرتها المحفوفة بالمخاطر على اليمن عموما وعلى أنصار الله خصوصاً.
ولكن لماذا لن يحدث هذا التقارب او التعاون بين السعودية وانصار الله؟ بل إن حدوثه ربما يدخل في باب المُستحيلات رغم الظروف المساعدة الكثيرة التي يُفترض بها أن تساعد على هذا التقارب، مثل الجوار والمصالح المُتبادلة، واشتراك انصار الله مستقبلاً في حكومة الغالب على وزراءها التبعية للسعودية؟ والجواب هو أن هناك فروق جوهرية وعميقة بين السعودية عموما والنظام السعودي على وجه الخصوص وبين انصار الله كحركة زيدية عموما وكمكون سياسي على وجه الخصوص، واهم هذه الفروق التي تجعل التلاقي بين الطرفين شبه مستحيل هي:-
1 المذهب : حيث تعتنق السعودية والنظام السعودي المذهب الحنبلي الوهابي المُتشدد تجاه كل ماهو شيعي أو متشيع أو قريب من الشيعة، حتى تجاه الزيدية المعتدلة، التي يدين بها أنصار الله.
2 العداء المُستحكم بين الطرفين من زمن بعيد : حيث وقفت السعودية مع النظام اليمني في كل حروبه السته ضد الحوثيين، كما دعمت السلفيين والاخوان ضد الزيدية بالمال والتأييد متحملة تكاليف المعاهد العلمية ومعاهد دماج السلفية، وذلك نكاية بالزيدية، وحرباً عليها، واخيراً هاهي تضرب اليمن وانصار الله بلا رحمة من ثمانية أشهر.
3 السياسة العامة المُتناقضة تماما للطرفين : حيث تقوم سياسة المملكة على التبعية لامريكا،وخدمة مصالحها، والاستظلال بمظلتها الامنية، مع مايتبع ذلك من خيانة لكل قضايا العرب والمُسليمن، واولها قضية فلسطين، بينما تقوم سياسة أنصار الله على الولاء والبراء الاسلامي الخالص، والذي يُترجمه شعارها المُنادي بالموت لامريكا واسرائيل.
4 الصراعات الاقليمية : حيث يدور صراعا حاداً بين السعودية وأيران على الزعامة الاقليمية، وتقف جماعة انصار الله بفعل التقارب الفكري والمذهب والتوجه العام مع ايران وضد السعودية.
5 حماقات السياسة السعودية : حيث تتعامل السعودية مع الآخر المُخالف تعاملاً استعلائياً، مُصممة على إخضاعة لمشيئتها، غير قابلة للتفاهم معه على حلول وسط، خاصة إذا كان هذا الآخر حركة بسيطة ( من وجهة نظر السعودية ) مثل أنصار الله، وفي بلد فقير مثل اليمن.
6 العقد التاريخية بين الشعبين السعودي واليمني : حيث يحمل كلا الطرفين لكامل هذه العقد، غير مستعد للتنازل تجاهها أو محاولة التخفيف منها، على الاقل بين أفراد تابعية، بل أن كل طرف يزيد الأمر سواءً من خلال تكثيف التعبئة الخاطئة ضد الطرف الآخر بين أفراده وتابعيه، كل بطريقته الخاصة.
7 الحقوق التاريخية للشعر اليمني لدى السعودية : حيث لن ينسى انصار الله وكل من يتبعهم بسهولة او بصعوبة أن السعودية تحتل ثلاث مُحافظات يمنية أصلاً، وهي جيزان ونجران وعسير، بينما ترفض السعودية الاعتراف بهذا، خاصة بعد توقيع اتفاق الحدود مع عفاش عام 2000م.
لهذه الاسباب فلن يحدث أي اختراق جدي للجدار العازل والسميك بين السعودية ونظامها وبين أنصار الله، على الاقل في المدى القريب والمتوسط.